زيارات الرئيس الميدانية؛ ملاحظات إلى حلول وإنجازات واقعية، يسرنا أن يستمر هذا النهج
أ.د. محمد الفرجات
في زمن التحديات الاقتصادية والاجتماعية التي تواجهها الدول، يأتي العمل الميداني كضرورة لرسم سياسات قريبة من الواقع ومعالجة القضايا من جذورها. الدكتور جعفر حسان، رئيس الوزراء الأردني، جسد هذا النهج بزياراته الميدانية المكثفة لمناطق المملكة، حيث ترجم دفتر ملاحظاته إلى خطط عمل ونتائج ملموسة.
جولات ميدانية محورية:
منذ 25 أيلول وحتى 8 كانون الأول الماضيين، تفقد رئيس الوزراء 37 موقعًا مختلفًا، شملت قطاعات حيوية مثل الصحة، والتعليم، والزراعة، والصناعة، والرعاية الاجتماعية. لم تكن هذه الجولات مجرد زيارات بروتوكولية، بل كانت لقاءات حقيقية مع التحديات اليومية التي يواجهها المواطنون، حيث سجل رئيس الوزراء 71 إجراءً تحسينيًا ضروريًا، مما يعكس إدراكًا عميقًا لأهمية التدخل الفوري والعمل الممنهج.
إنجازات قياسية ورؤية واقعية:
التقرير الدوري الثاني الذي نشرته رئاسة الوزراء اليوم يظهر إنجاز 26 إجراءً بشكل كامل، بينما يستمر العمل على 45 إجراءً آخر. هذه النتائج تدل على ديناميكية غيرر مسبوقة في التعاطي مع المشكلات، حيث تم الانتقال من مرحلة التشخيص إلى التنفيذ في وقت قياسي.
ففي القطاع الصحي، تم تحسين الخدمات في عدد من المستشفيات والمراكز الصحية، بينما شهد القطاع التعليمي تأهيل عدد من المدارس وتطوير المناهج لتلبية احتياجات العصر. أما القطاع الزراعي، فقد حظي باهتمام خاص لدعم المزارعين وتعزيز الإنتاج المحلي، في حين شهد القطاع البيئي تدخلات ملموسة للحفاظ على الطبيعة والتنوع الحيوي.
نهج العمل الميداني: قناعة ومسؤولية
ما يميز أسلوب رئيس الوزراء هو قناعته بأن جزء هام من الحلول الفعالة يأتي من الميدان، حيث يلتقي المسؤولون مع المواطنين وجهاً لوجه. هذا النهج عزز الثقة بين الحكومة والمجتمع، إذ بات المواطن يرى نتائج ملموسة على الأرض، وليس مجرد وعود تُنسى مع مرور الوقت.
انعكاس لرؤية ملكية سامية:
إن هذا النهج العملي لرئيس الوزراء يعكس بوضوح خيار جلالة الملك عبدالله الثاني برئيس حكومة يلبي طموحات الأردنيين ويتماشى مع متطلبات المرحلة. فمنذ صدور كتاب التكليف السامي، أكد جلالته ضرورة إحداث نقلة نوعية في الخدمات والبنى التحتية، وتحقيق الإصلاحات السياسية والاقتصادية والإدارية التي ترسخ التنمية المستدامة.
ترقب لما هو قادم:
إننا ننتظر أن تتحقق إصلاحات جلالة الملك على يد هذه الحكومة، ليشعر المواطنون بالفرق الإيجابي في حياتهم اليومية، من خلال تحسين جودة الخدمات، وتعزيز شمولية البنى التحتية، وتحقيق فرص العمل، وتحقيق الانتعاش الاقتصادي، وتسريع وتيرة التنمية في جميع القطاعات.
تُظهر الإنجازات التي حققها رئيس الوزراء خلال هذه الفترة القصيرة نموذجًا يحتذى به في الإدارة. فالعمل الحكومي الفعال لا يتوقف عند التخطيط، بل يحتاج إلى رؤية تنفيذية وإرادة حقيقية لتغيير الواقع.
في النهاية، يثبت الدكتور جعفر حسان أن دفتر الملاحظات يمكن أن يتحول إلى أداة للتغيير، حينما يُكتب في الميدان ويُقرأ على أرض الواقع، وما تحقق حتى الآن هو بداية موفقة نحو أردن أقوى وأكثر ازدهاراً، بفضل دعم القيادة الحكيمة ورؤية الملك الثاقبة.