عزوف عن المشاركة … أم خطأ في التسويق للإنتخابات ؟؟؟؟
داود شاهين
المتتبع لنتائج و إحصائيات المشاركين في الإقتراع للإنتخابات النيابية في الدورة الحالية والدورات السابقة. يجد أن نتائج المشاركين في عملية الإقتراع في الدورة الحالية لم تختلف عن مثيلاتها في الدورات السابقة. وأن نسبة الإقتراع والمشاركة كانت قريبة جداً من النسب في الإنتخابات السابقة. ورغم التعديلات التي طرأت على قانون الإنتخاب. و قانون الأحزاب إلا ان العزوف عن المشارك لا زال من السمات الرئيسية ليوم الإقتراع.
المتابع لآلية الترويج للإنتخابات والتي بدأت بفترة ليست بطويلة قبل موعد الإنتخابات يجد أنها لم تتعدى عن بعض المقاطع التمثيلية. التي بثت على مجموعة من الفضائيات ( دون التطرق لأسمائها ). والبوسترات الترويجية المنتشرة في الشوارع دون أي شرح او توضيح. للعبارة المكتوبة لها. وقد سمعت عن بعض اللقاءات و ورشات العمل التي أقيمت للحديث عن قانون الإنتخاب الجديد. وأن هناك مجموعة من البروشورات قد تم توزيعها بهذا الخصوص. وللأمانة و المصداقية في الحديث فقد كان هناك كشك في ساحة المسرح الشمالي و كشك في الساحة الرئيسية خلال فعاليات مهرجان جرش للثقافة والفنون لهذا العام.
الحملة الإعلامية والتسويقية التي قامت بها الهيئة المستقلة للإنتخابات لم تنجح في إستقطاب عدد ملحوظ من الناخبين يتم من خلاله رفع عدد المشاركين في الإنتخابات. ورفع نسبة المشاركة الى نسبة ملحوظة تختلف عن السنوات السابقة. مما يعني ان هناك اخطاء ارتكبت في الحملة الإعلامية. أو انها لم تكن كافية لتسويق وشرح قانون الإنتخاب الجديد. وألية الإقتراع والتصويت ولإحتساب النتائج.
من الخطأ الإعتماد دائما وخصوصاً في ظل منظومة تحديث سياسي. وإنفتاح حكومي على الاحزاب. و وعي سياسي شعبي ترافقه رغبة عامة في التغير والتحديث. أن نعتمد ونقارن دائماً بنتائج الإنتخابات السابقة. الإنفتاح و التحديث السياسي يجب ان يكون دافع وراء زخم كبير للمشاركة الشعبية في هذه الإنتخابات. لولا أن هناك خطأ أرتكب في الحملة الترويجية للقانون. ولا بد أن نعترف بوجود هذا الخطأ. وأن نبحث عنه لنسلط عليه الضوء. وان نعمل على عدم تكرار هذا الخطأ و وقوع اخطاء اخرى في المرات القادمة.
ما حدث في الإنتخابات النيابية 2024 ليس عزوف عن المشاركة في الإنتخابات بل هو خطا في عملية الترويج والشرح لقانون الإنتخاب الجديد. وخطأ في أستقطاب و تحفيز الأردنيين على المشاركة في الإنتخابات. وتفعيل دور المواطن الأردني في تطبيق منظومة التحديث السياسي.
حمى الله الوطن والمواطن